يقول المؤلف رحمه الله: (وأهل البدع إنما دخل عليهم الداخل؛ لأنهم أعرضوا عن هذا الطريق، وصاروا يبنون دين الإسلام على مقدمات يظنون صحتها إما في دلالة الألفاظ، وإما في المعاني المعقولة، ولا يتأملون بيان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكل مقدمات تخالف بيان الله ورسوله فإنها تكون ضلالاً).
ومن ذلك مقدمات المرجئة التي يستدلون بها على أن العمل ليس من الإيمان، أو مقدمات الخوارج والمعتزلة التي يكفرون بها صاحب الكبيرة وهي: أن الشيء إذا ذهب بعضه ذهب كله، وذهبت حقيقته، وزال اسمه، فهؤلاء المرجئة دخل عليهم الخلل من جهة اللغة، والخوارج و المعتزلة من جهة العقل، وذلك أنهم قالوا: إن الشيء إذا ذهب بعضه ذهب كله، فجعلوه كالرقم عشرة إذا ذهب منها الواحد أصبح العدد صفراً، فلم تعد عشرة، وسوف نفصل الرد عليهم إن شاء الله.